أخبارمقالات

  أحمد جدو ولد الزين… نائبٌ بصوت الكفاءة وظلّ القضية بقلم: المهندس/محمد باب

الأصالة:  في مشهد سياسي كثير الضوضاء، قليل المضمون، يظهر النائب أحمد جدو ولد الزين كصوت هادئ، لكنه واثق. لا يلهث خلف الكاميرات، ولا يركض وراء الشعبويات. بل يسير بخطى ثابتة، يستند فيها إلى قناعة راسخة مفادها: أن الكفاءة أولى من المجاملة، وأن الوطن لا يُبنى بالهتاف، بل بالمؤسسات.

بدأ الفيدرالي والنائب أحمد جدو ولد الزين نضاله السياسي بمقاطعة توجنين كرئيس وحدة قاعدية بأحد الأحياء ليتدرج فى الوظائف الحزبية المختلفة انتهاءا بفيدرالي ولاية نواكشوط الشمالية وهو مايعكس كفاءته السياسية ونيله الثقة الشعبية داخل اروقة الحزب
وقد ترسخت أقدامه في ولاية نواكشوط الشمالية، حيث صنع منها معقلاً سياسياً وشعبياً لا يُستهان به. هناك، كان له دور محوري في ترسيخ مكانة حزب الإنصاف، ليس من خلال الوعود، بل عبر الفعل والميدان، إذ ظل حاضرًا في الشارع كما في البرلمان، ينصت ويُبادر.
صوت برلماني لا يخاف الأسئلة
منذ لحظة دخوله إلى قبة البرلمان، أصرّ النائب أحمد جدو على كسر النمط. لم يكتفِ بالجلوس في المقاعد أو التصويت بالإجماع، بل كان من أوائل النواب الذين واجهوا الحكومة بأسئلة صريحة، أولها كان عن البيئة والتنمية المستدامة، في رسالة ضمنية أن مستقبل البلد لا يجب أن يكون رهين قضايا اللحظة، بل ينبغي التفكير في الأجيال القادمة.
ولم يكن هذا السؤال مجرد استعراض، بل فاتحة لسلسلة مواقف برلمانية تميز بها، أبرزها الدعوة إلى إعادة تعريف دور النائب: “لا أن نكون شهود زور في مشهد تنفيذي، بل أن نكون رُقباء على ضمير الدولة”.
الحوارات الوطنية… الكفاءة أولاً

في زمنٍ كثر فيه الحديث عن الحوارات الوطنية، كان لأحمد جدو موقف واضح: “الحوار لا يجب أن يكون واجهة لتقاسم الغنائم أو تلميع الواجهات”، بل يجب أن يتمحور حول الكفاءة والمصلحة العامة. لقد طالب بأن تتصدر الكفاءة تلك النقاشات، لا المحاصصات السياسية، مؤكداً أن البلد بحاجة إلى عقلنة قراراته، لا مزيدا من المجاملة.
داعم للرئيس غزواني… دعم غير مشروط

لا يخفي النائب أحمد جدو دعمه للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، لكنه دعْم لا يُشبه ذاك الذي اعتادت عليه الحياة السياسية. إنه دعمٌ للمصلحة العامة، ومبنيٌّ على الثقة في برنامج الإصلاح والتنمية الذي أعلنه الرئيس. وقد كان من أول الداعين، باسم ولاية نواكشوط الشمالية، إلى تجديد الثقة في غزواني لمأمورية ثانية، ليس عبر الشعارات، بل بناءً على ما تحقق على الأرض.

يرى النائب أحمد جدو أن  الرئيس غزواني “فرصة وطنية”، لكنها ستكتمل بتوفير بيئة سياسية مسؤولة، ومؤسسات قادرة على التجديد والنهوض بالوطن.
من نواكشوط إلى موسكو… من أجل مصالح الوطن
وبينما ينهمك بعض النواب في تفاصيل محلية، يوسّع أحمد جدو أفق عمله البرلماني ليشمل العالم. فهو يرأس فريق الصداقة البرلمانية الموريتانية الروسية، حيث يرى في التعاون مع موسكو فرصة لتعزيز النهضة الاقتصادية الوطنية، بعيدًا عن التبعية لأي محور خارجي.

بنظر أحمد جدو، السياسة الخارجية ليست رفاهية، بل أداة لتحقيق الأمن الغذائي، والطاقة، والاستثمار. ويرى أن موريتانيا يجب أن تنفتح على قوى متعددة، لكن بكرامة وسيادة.
فلسطين في قلب المعركة
ورغم انشغاله بالداخل، لم تغب القضية الفلسطينية عن وجدان النائب. بل طالما شدّد على أن الحق الفلسطيني هو حق غير قابل للتفاوض، وأن موريتانيا يجب أن تظل في صف المقاومة والحرية، كما كانت دائمًا. وفي لقاءات وتصريحات عديدة، أظهر دعمه الصريح للشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن التطبيع لا يجب أن يكون خياراً، بل خيانةً للضمير العربي.
لقد عبّر عن تضامنه مع غزة والقدس، واعتبر أن من واجب البرلمانات العربية اتخاذ مواقف واضحة تجاه الاحتلال، لا الاكتفاء بالبيانات الشكلية. وهكذا، بدا صوت أحمد جدو ممتداً من قبة البرلمان إلى حدود فلسطين، ومن نواكشوط إلى كل ساحات النضال العربي.

دولة المؤسسات أم ديمقراطية الواجهة؟
في أحد أبرز مقالاته الفكرية، طرح سؤالاً جوهريًا: “هل نريد حقاً دولة مؤسسات؟ أم نكتفي بديمقراطية واجهة؟” لم يكن هذا تساؤلاً عابراً، بل صرخة إصلاح. دعا إلى مراجعة شاملة للبنية الدستورية، وإعادة بناء نظام سياسي قوي، يُحاسِب كما يُمكِّن، ويحفظ الحقوق لا يجمّدها.

ما بعد الخطاب… أثر في الواقع
ما يميز أحمد جدو ولد الزين ليس فقط قدرته على صياغة الخطاب السياسي، بل ترجمته إلى واقع. في ولاية نواكشوط الشمالية، يظل الرجل حاضرًا في المبادرات الاجتماعية، متابعًا لشؤون المواطنين، مدافعًا عن البنية التحتية، مشيدًا بإنجازات حقيقية…
[12:20، 2025/7/21] احمد جدو: رغم ما ذكرته المذيعة في تقديمها لضيف البرنامج،

الأخ النائب البرلماني وفدرالي حزب الإنصاف في ولاية نواكشوط الشمالية، من خصال حميدة وسيرة ذاتية مشرفة وناصعة، إلا أن ما قُدّم لا يفيه حقه، فقد اقتصر على جانب من مسيرته الوطنية، وغفل عن محطات بالغة الأهمية، خصوصًا تلك المتعلقة بقضايا الأمة الكبرى والدبلوماسية البرلمانية.

لقد كان له دور بارز في رفع صوت موريتانيا داخل المحافل البرلمانية الدولية، وكان آخرها تشريفه للبلاد والبرلمان الموريتاني في الدوما الروسية، حيث حُظي الوفد البرلماني الموريتاني بتقدير واهتمام خاص، يعكس عمق العلاقات الموريتانية الروسية من جهة، ويجسد الكفاءة والاحترام اللذين يحظى بهما ممثلو الشعب الموريتاني من جهة أخرى.

إن مثل هذه الجهود، التي لا تظهر عادةً في الأضواء الإعلامية، تستحق أن تُذكر وتُقدّر، لأنها تعكس صورة مشرقة عن الدبلوماسية البرلمانية التي تتطلب خبرة، وحنكة، وحسن تمثيل، وهي خصال عرف بها الأخ النائب، وكان على الدوام أهلاً لها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى