أخبارمقالات

السيد/ جواد ابو سفير الجمهورية الاسلامية الايرانيه لدى نواكشوط يكتب بمناسبة ذكرى 7 أكتوبر2023

الأصالة: 

1- ماذا حدث:
إن عملية 7 أكتوبر 2023، التي جاءت ردًا على سنوات من المذابح و الإبادة الجماعية وقتل الشعب الفلسطيني، فتحت فصلًا جديدًا في المنطقة والعالم. وكانت هذه العملية ثقيلة جدًا على الکیان الصهيوني لدرجة أنه لجأ لتدمير غزة وتسويتها بالأرض. وبهذه الطريقة لم يدخر اي جهود حربية والأعمال الوحشية. وخرج المؤيدون الغربيون، وخاصة أمريكا، لتقديم الدعم الكامل للکیان. حجم القتل والدمار وجشع الکیان أدى إلى تدمير البنية التحتية للحياة في غزة. لقد ضاعت أرواح 42 ألف شخص بريء، لكن النزعة الشريرة للكيان لم تكتفي بعد. الدعم الغربي وصمت العديد من الدول جعل هذا الکیان يتجاوز غزة ويهاجم الضفة الغربية. واستمرت الهجمات على سوريا ولبنان في نفس الوقت.

كل هذه التصرفات لم تُرضي الکیان الصهيوني. وقام فيما يلي بأعمال تخريبية وإرهاب خارج و داخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية. الهجوم على قنصلية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في سوريا واغتيال الشهيد إسماعيل هنية في طهران يوم تنصيب رئيس الجمهورية، أظهر أن ضبط النفس مقابل هذا الکیان له تأثير عكسي وبهذا يصبح الکیان الوحشي أكثر وحشية. بعد أن أعلنت إيران أنها ستنتقم لمحاولة اغتيال هنية في طهران، نفس الداعمین الغربيين للکیان، بدلاً من إخضاع قادة الکیان، أرسلوا مراراً وتكراراً رسائل إلى طهران لضبط النفس.

لكن ضبط النفس في طهران أدى إلى مزيد من غطرسة الکیان وبالتالي اغتال السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في لبنان، واللواء نيلفروشان المستشار العسكري الإيراني في لبنان، وعدد آخر من قادة المقاومة. ثم قام الکیان الصهيوني بقصف مناطق مختلفة من لبنان بغطرسة وزاد من تهديداته ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية. والسؤال المطروح هو من سيوقف همجية هذا الکیان؟ اذا ترکناه حرا، فسوف یهدد الامن ویحتل المنطقة بأكملها.لهذا أدركت إيران أن ضبط النفس لا يجدي نفعاً فحسب، انما ُفسَّره الكيان على أنه ضعف . ولذلك،

وفي موقع الدفاع المشروع عن النفس ومحور المقاومة، قررت تنفيذ عملية الوعد الصادق الأولی والثانية. وفي عمليتي الوعد الصادق، التزم أيضاً بجميع المعايير اللازمة والمعايير الدولية. والحقيقة أن إيران ردت على إسرائيل من أجل الدفاع المشروع عن نفسها استناداً إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.

2- تقييم التطورات:

الف) المقاومة، الطريق الوحيد المتاح:
لقد كان التفاوض من أجل السلام أكبر كذبة للکیان والغرب فيما يتعلق بفلسطين. فمنذ المفاوضات الطويلة والتاريخية بين القادة الفلسطينيين والکیان وحتى اتفاقيات أوسلو ومدريد و ما بعدها، لم يتحقق شيء سوى تقلص الأرض الفلسطينية واتساع الاحتلال واستمرار الجريمة. على مدى العقود القليلة الماضية، كانت نتيجة المفاوضات مع الكيان الصهيوني خسارة 78% من الأراضي الفلسطينية وبقاء 22% فقط. إنهم لا يتخلون عن نسبة الـ 22% هذه ويحاولون منذ سنوات احتلال المزيد من الأراضي المتبقية من خلال توسيع المستوطنات.

وبالإضافة إلى كل نقض الوعود والاحتلال، فإن استمرار الاعتداءات والاغتيالات والاعتقالات ومنع تقديم أي مساعدات والتسهيلات للشعب الفلسطيني، ضاعف من الظلم الذي يتعرض له هذا الشعب المظلوم. ولذلك، لم تترك إسرائيل خياراً آخر أمام الشعب الفلسطيني سوى المقاومة. وبعبارة أخرى، لم يكن هناك أمل في الحد الأدنى من السلام عن طريق التفاوض.

ب) بطلان نظام القيم:
7 أكتوبر أظهر بوضوح أن نظام القيم في الغرب منهار بشكل تام. ثم إن الذين ينددون إصابة مواطن غربي في ملهى ليلي على يد مسلم ويطالبون العالم أجمع بإدانته لا يبالون بذبح 42 ألف مسلم مشرد، معظمهم من النساء والأطفال. وهم يعتبرون الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل دفاعا عن النفس. والسؤال هنا هو الدفاع ضد ماذا؟ إذا كان الجواب هو عملية 7 أكتوبر فلا بد من القول إن هذه العملية ليست هجوماً بأي شكل من الأشكال، ولا يمكن مقارنتها بمستوى وحجم جرائم الکیان. ثانياً، إن هذه العملية هي في الواقع دفاع حماس ضد عمليات التدمير والإرهاب واحتلال فلسطين المستمر منذ سنوات.

نستنتج أن الغرب اخترع قيمًا مثل حقوق الإنسان والسيادة الإقليمية والاستقلال وما إلى ذلك، فقط لكي يلتزم بها الآخرون.

ج: النتیجه:

1- إسرائيل أضعف من بيت العنكبوت، وإذا لم تحظى بالدعم الكامل من بعض الدول فإن حياة هذا النظام لن تستمر أكثر من بضعة أيام.
2- غزة مدمرة، والأرض الفلسطينية متضررة، واستشهد أكثر من 42 ألف إنسان، لكن المقاومة حية. قضية فلسطين والقدس حية، والدافع لاستعادة الأراضي المحتلة أصبح أقوى لدى المقاومة.
3- لقد تم اغتيال الأمين العام لحزب الله وبعض كبار قادته، وشن هجمات وحشية على لبنان. ومع ذلك، فقد تم حقن دماء جديدة في حزب الله. الدم الذي قوته أقوى من الصواريخ الذکیة
4- الإرادة ستنتصر على السيف، والمقاومة مفهوم وليست سلاحاً. بل على العكس من ذلك، فإن إسرائيل، التي هي قاعدة عسكرية أميركية ومصنع أسلحة، لكن المقاومة هي التي تسيطر على العقول والقلوب. المظلوم ينتصر على الظالم. هذا هو وعد القرآن ودرس التاريخ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى