الوزير الأول ولد اجاي يشرف على توقيع اتفاقيتي شراكة بين وزارة التكوين المهني وكل من اتحاد أرباب العمل الموريتانيين ومؤسسة “وقف” التركية

الأصالة: أشرف صاحب المعالي الوزير الأول السيد المختار ولد أجاي، مساء اليوم الجمعة بمدرسة التعليم التقني والتكوين المهني في مجال البناء والأشغال العمومية بمقاطعة الرياض في نواكشوط الجنوبية، على حفل اختتام فعاليات الأيام المفتوحة للتكوين المهني، المنظمة تحت شعار “نصنع اليوم مهارات الغد”.

وعلى هامش الحفل أشرف صاحب المعالي على توقيع اتفاقيتي شراكة بين وزارة التكوين المهني والصناعة التقليدية والحرف وكل من الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين، ومؤسسة “وقف” التركية.

وتهدف الاتفاقية الأولى التي وقعها كل من معالي وزير التكوين المهني والصناعة التقليدية والحرف، السيد محمد ماء العينين ولد أييه، ورئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين، السيد محمد زين العابدين ولد الشيخ أحمد، إلى القيام بتحيين دوري لمختلف مجالات التكوين ليتماشى مع متطلبات السوق وليستفيد منها هذه السنة 6000 شاب.

أما الاتفاقية الثانية، التي وقعها كل من المفتش العام لوزارة التكوين المهني والصناعة التقليدية والحرف، الأمين العام وكالة، السيد محمد ولد احويرية، ورئيسة مؤسسة وقف التركية، السيدة إلوان كوزوجو، فتهدف إلى إنشاء مركز لتنمية المهارات التكنولوجية لدى الناشئة يسمى مركز علوم نواكشوط.

وأوضح معالي وزير التكوين المهني والصناعة التقليدية والحرف، في كلمة بالمناسبة، أن رعاية صاحب الفخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، للأيام المفتوحة للتكوين المهني وتكليفه لصاحب المعالي الوزير الأول بحضورها، لدليل على العناية التي يوليها فخامته لهذا القطاع وهو ما تجسد على أرض الواقع من خلال المكانة الهامة التي يحتلها التكوين المهني ضمن سياسة الحكومة.

وأبرز أن توسيع وتنويع عروض التكوين كانت الحصيلة الكبيرة والآفاق الواعدة لهذه الأيام التي تناولت مختلف الندوات التي نظمت خلالها تكثيف فرص التكوين وتنويعها وتحسين جودة عروضها وضمان مواءمتها لحاجيات سوق العمل من خلال تطوير التكوين بالشراكة مع المقاولات.

وقال إن عدد مقاعد مدارس التكوين المهني انتقل من أقل من أربعة آلاف مقعد في السنة الدراسية 2018-2019 إلى حدود ثلاثة عشر ألفا في السنة الدراسية 2023-2024. كما حقق قفزة نوعية مع بداية المأمورية الثانية، مطلع السنة الدراسية الحالية 2024-2025 بزيادة قاربت 40%، حيث وصل عدد المقاعد إلى ما يربو على 19.000 مقعد.

وأشار إلى أن الحكومة تعمل على الوصول إلى 115 ألف مقعد للتكوين في أفق 2030 من خلال إطلاق مشاريع هامة وحشد التمويلات اللازمة لبناء عدة مؤسسات للتكوين ومدها بالمعدات واللوازم الضرورية.

وأضاف أنه في إطار الرفع من جودة التكوين تم حشد موارد هامة على ميزانية الدولة هذه السنة، ومن خلال التوقيع على منحة مقدمة من التعاون الألماني بقيمة 15 مليون دولار وكذا وضع خطة تنفيذ مشروع دعم قطاع الكهرباء (Pacsem)، من بين تدخلات أخرى للوكالة الفرنسية للتعاون، مشيرا إلى أن القطاع سيتمكن بواسطة هذه الموارد من تجديدِ تجهيزات العديد من مدارس التكوين المهني والرفع من مستواها.

وأشار إلى أن من ضمن إجراءات الرفع من جودة التكوين التوقيع اليوم على اتفاق تعاون مع مؤسسة وقف للتكنولوجيا التركية من أجل إنشاء مركز لتعزيز التكوين العلمي والتكنولوجي وتحفيز الابتكار ستحتضنه مدرسة التكوين المهني الصناعية في نواكشوط.

ونبه إلى أن القطاع وفي إطار جهود تحسين مواءمة التكوين مع متطلبات سوق العمل باشر التحضير مع مختلف اتحاديات أرباب العمل الموريتانيين وغيرها من المنظمات المهنية لبرنامج شراكة يتم بموجبه تحديد دقيق لحاجيات مختلف قطاعات الاقتصاد الوطني من المهارات وتطوير مختلف انماط التكوين مع المقاولات، مشيرا إلى أن اتفاق الشراكة ببن الوزارة والاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين، ستمكن المرحلة الأولى منه من تكوين 8000 شاب في القطاعات ذات الأولوية منها 6000 خلال السنة الجارية.

وبدوره أوضح رئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين، أن تنظيم هذه التظاهرة يشكل فرصةً ثمينةً لتبادل الأفكارِ واستعراض الحلول الكفيلةِ بمواجهةِ التحدياتِ الكُبرى التي تواجهها منظومةَ التكوين المهني والتقني والتي تتطلب التركيزِ على تأهيل ِ الشبابِ وتزويدِهم بالمهاراتِ التي يحتاجها سوقُ العمل.

وأضاف أن الاتحادَ الوطني لأربابِ العمل الموريتانيين يثمن عالياً هذه المبادرة النوعية والنقاشات المثمرة التي شهدتها مختلف الورشات وما اسفرت عنه من توصيات لتطوير التكوين المهني ورفع التحديات التي تواجه إعداد وتطوير الكفاءات البشرية.

وقال إن تحقيقَ الأهداف التي نسعى إليها في إطار التكوين المهني يتطلب شراكة وثيقة بين الحكومة والمؤسسات التعليمية والتكوينية والقطاع الخاص، مبرزا أن ذلك هو الجسر الضامن لمواءمة أفضل بين برامج التكوين ومتطلباتِ سوق العمل.

ومن جهته أشاد عمدة بلدية الرياض، السيد عبد الله ولد ادريس، بما تحقق في مجال التكوين المهني من خلال المكانة التي خصصها فخامة رئيس الجمهورية، لهذا القطاع والإمكانات التي وفرها له، الشيء الذي يدل على الأولوية التي يوليها سيادته للطبقات الهشة التي يكمن حل مشكلتها في التعليم والتكوين نظرا لدورهما في مكافحة الفقر وامتصاص البطالة والقضاء على الانحراف في صفوف الشباب.

أما رئيسة مؤسسة وقف التركية فقد أبرزت أن موريتانيا تعتبر رابع دولة تقوم المؤسسة بعقد شراكة معها في مجال التكوين، مشيرة إلى أن هذا التعاون سوف يساهم في تعزيز أداء مجالات التكوين والرقمنة والتكنولوجيا ويتيح مهارات هامة في مجالات مختلفة.

وعلى هامش الحفل أدى معالي الوزير الأول والوفد المرافق له جولة في مختلف المعارض المقامة بالمدرسة، حيث قدمت له شروح مفصلة من طرف القائمين على تلك المعارض التي تشارك فيها عدة مؤسسات مهنية.

جرى الحفل بحضور معالي وزراء تمكين الشباب والتشغيل والرياضة والخدمة المدنية، السيد محمد عبد الله ولد لولي، والوظيفة العمومية والعمل، السيد محمد ولد اسويدات، والطاقة والنفط، السيد محمد ولد خالد، والسلطات الادارية وعدد من المستشارين بالوزارة الأولى وأطر القطاعات المعنية.