أخبار

خطاب رئيس الجمهورية ولد الغزواني في حفل تقديم الاستراتيجية الجديدة لإسبانيا تجاه افريقيا، المنظم اليوم بالعاصمة الإسبانية مدريد:

الأصالة:
{ نص الخطاب }
“فخامة السيد بيدرو سانشيز، رئيس حكومة مملكة إسبانيا،
السيد وزير الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي والتعاون الأوروبي،
السيد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي،
السيد رئيس مفوضية الإيكواس،
السيد وزير الشؤون الاقتصادية لجمهورية السنغال،
السادة الوزراء،
الضيوف الكرام،
السيدات والسادة،
اسمحوا لي في البداية أن أجدد لكم تضامننا وتعاطفنا مع شعب وحكومة مملكة إسبانيا بعد الأحداث المؤلمة التي خلفتها الفيضانات التي تسببت في خسائر في الأرواح وأضرار مادية جسيمة.
ومرة أخرى، السيد الرئيس، نعرب لكم عن عميق تعاطفنا وتضامننا معكم.
كما أود أن أعرب عن خالص شكري لصديقي بيدرو سانشيز، رئيس حكومة مملكة إسبانيا، على دعوته لي للمشاركة في هذا الحفل الهام لتقديم استراتيجية إسبانيا – أفريقيا (2025-2028).
كما أعرب عن امتناني له وللحكومة الإسبانية على الاستقبال الحار والاهتمام الذي حظينا به أنا والوفد المرافق لي منذ وصولنا إلى هذه العاصمة الرائعة مدريد.
– أصحاب المعالي والسعادة،
– السيدات والسادة،
لا شك أن الروابط الجغرافية والثقافية الوثيقة التي تجمع بين إسبانيا وأفريقيا ظلت الأساس الأول الذي بنينا عليه علاقات تعاون غنية ومثمرة ومتنوعة بروح من الصداقة والاحترام المتبادل، وبحرص دائم على المصلحة والقيم المشتركة.
إن حجم وضخامة التحديات التي نواجهها معًا اليوم، سواء كانت تتعلق بالمناخ أو الأمن أو الهجرة أو غيرها من جوانب التنمية المستدامة، تتطلب منا تعميق هذا التعاون وتعزيزه أكثر في إطار شراكة استراتيجية.
وفي هذا الإطار، أود أن أعبر عن تقديري الكبير للمبادرة الطموحة التي تمثلها الاستراتيجية الإسبانية لأفريقيا 2025-2028، التي تم وضعها في إطار من الشراكة والمشاركة، مما يتيح للطرفين العمل معا لتحديد أولوياتهما المشتركة بشكل أفضل، وبالتالي الاستفادة القصوى من إمكانات كل منهما بروح من التضامن والتكامل.
واليوم، وفي قلب التحولات العالمية للقرن الحادي والعشرين، وبمواردها الطبيعية وتنوعها الثقافي وديناميتها الديموغرافية وسوقها الضخمة، تحتاج أفريقيا أكثر من أي وقت مضى إلى شراكات متينة وديناميكية قائمة على الاحترام والرغبة الملحة في تحقيق المصالح المشتركة، في ظل هذه الاستراتيجية الإسبانية الأفريقية 2025-2028.
فهذه المبادرة الطموحة تدخل، بدون شك، في إطار جهودنا المستمرة لمواجهة تحدياتنا المشتركة، وهي مبنية على أولويات حاسمة بالنسبة للقارة الأفريقية كما تتماشى تمامًا مع أجندة 2063.
وتأتي التنمية البشرية في صميم هذه الأولويات، لأنه لا يمكن تحقيق أي هدف من أهداف التنمية المستدامة دون الاستثمار الهائل في التعليم والصحة وتكوين الأجيال الشابة، وإشراك المرأة بقوة في عملية التنمية، خاصة في أفريقيا حيث يمثل الشباب أكثر من 62% من السكان، وهذا يتطلب إعطاء عناية خاصة للتحول الإيكولوجي والطاقوي.
ومن المفارقات أن أفريقيا، التي لا تساهم إلا بشكل هامشي في انبعاث غازات الاحتباس الحراري، فهي إحدى المناطق التي تعاني أكثر من الآثار المدمرة لتغير المناخ، لذلك علينا أن نعمل باستمرار على تطوير حلول مبتكرة ومستدامة ومناسبة، لا سيما في مجال الطاقة المتجددة.
وتمثل إمكانيات إفريقيا في هذا المجال فرصة ممتازة لها ولإسبانيا وأوروبا، ولكن الاستفادة القصوى من هذه الفرص تتطلب السلام والاستقرار، وبالتالي مكافحة انعدام الأمن والإرهاب وتدفقات الهجرة غير الشرعية بلا هوادة.
وفي هذا السياق، نعرب عن شكرنا لإسبانيا لدعمها مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية، والتزامها بالحوكمة الشاملة والشفافة.
كما يسرنا أن نثمن استراتيجية إسبانيا تجاه أفريقيا التي تركز بشكل كبير على التكامل الاقتصادي والتجاري، خاصة أن إفريقيا تحرز تقدما سريعا في تكاملها الإقليمي، كما يتضح من تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.
وأغتنم هذه الفرصة لأدعو إسبانيا والشركات الإسبانية إلى لعب دور نشط في هذه الديناميكية من خلال تعزيز الاستثمارات ذات المنفعة المتبادلة.
ونحن مسرورون بشكل خاص بالتزام إسبانيا بمضاعفة مساعداتها لمنطقة الساحل ثلاث مرات، فهذه بادرة مهمة ستساعد على تحسين الظروف المعيشة لملايين الأشخاص في منطقة تواجه تحديات متعددة الأوجه تتراوح بين الأمن والتنمية الاقتصادية.
ومع ذلك، يجب علينا وضع آليات للمتابعة لضمان أن تصبح الالتزامات التي تم التعهد بها هنا واقعًا ملموسًا لسكاننا في أسرع وقت ممكن.
إنني مقتنع بأن هذا الاجتماع سيشكل نقطة تحول حاسمة في علاقات التعاون بين إسبانيا وأفريقيا.
فبإمكاننا معاً، إسبانيا وأفريقيا، أن نبني شراكة نموذجية ومفيدة للطرفين، بل يجب علينا أن نبنيها.
وفي الختام، أود أن أؤكد من جديد رغبة الاتحاد الأفريقي في التعاون الكامل مع إسبانيا في تنفيذ استراتيجية إسبانيا وأفريقيا 2025-2028.
وأشكركم على اهتمامكم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى