قصيدة الطو/فا/ن الشاعر ادي ولد ادب
أنا هــــا هُنا.. في غَزّةٍ.. عُنـــــــْواني
فوْقَ الثَّرى.. تحْتَ الثَّرى.. سِـــيَّانِ
لِلْحُبِّ.. أو للْحَرْبِ.. مَنْـــــــــــذورٌ أنَا
فكِــــلَاهُما- لِحَقِيــــــقَتي- وَجْهَانِ
إنِّــي مُحِبٌّ.. للحيــــــــــــــاةِ.. بعِزَّةٍ
وأمــــوتُ؛ كيْ أحْــــيا، بِغَيْر هَوَانِ
انظرْ إليّ.. أقـــاتلُ النيــــــرانَ.. هلْ
لِي بَرْدُ إبــراهيمَ.. في النِّــــــيران؟
انظرْ إليَّ.. بصَبْر أيُّــــــــوبٍ.. أُقَــا
سِي ظُلْمَ هذا العــــالَمِ الشيْطـــاني!
وحْدِي.. أُقاوِمُ.. لا أُسَاوِمُ.. كم رَمَى
في الجُبِّ.. بي الإخوانُ.. وا إخْواني!
لا شيْءَ يُؤْنِسُ “يُونِسي” المَنْبوذَ.. في
مَــلَأ.. سِــــوَى يَقْـطِــينَةِ الإيمــانِ
لا خُبْزَ إلَّا العِزَّ.. لا سَلْــوَى سِوى التْـ
ـتقْـوى.. أنا الغَزِّيُّ.. كيْفَ تَراني؟
سَقَطَ القِنَـاعُ.. فغزَّةٌ كشفتْ خَصِـيـــ
ـفَ التُّوتِ.. عن سَوْءاتِ كُلِّ جَبـانِ
فـــــــإذا بــــــآدمَ.. ليْس آدمَ.. إنَّــما
قــابيلُ.. ماتَ ضميــــرُه الإنساني
والحقُّ.. والمَعْـــنى.. شَهِـيـدا غَزَّةٍ
غَـرِقَا.. بِبَحْرِ الصمت.. والهَـذَيَانِ
تُحْتَلُّ أرْضي.. والســمـــــاءُ مِظَلَّةٌ
لإبــــادة الحيوان ….للإنسان
انْزِلْ إلي.. فإنَّ روحـــــــي عسْكرٌ
والفرْد جمْعٌ.. والحـــــــياة معاني
يا أيُّها المَلَأ.. النَّزيــــفُ حيَـــاؤه
تَـــــبًّا لكمْ.. أنَا آخِـــــــــرُ الفُرْســانِ
عزْمي عصى مُوسى أهشُّ بها على
قُطَّــــاع طُرْقِ الله.. كالقُطْــــعان
ويَدايَ.. مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ.. تَقَـوَّتَا:
اصمتْ.. خُوَارَ العِجْلِ، في الأوثان
إنِّي أنا السامِيُّ.. حَقا.. من أبِــي:
نُــــوحٍ.. ورِثْتُ.. بطولة الطُّوفانِ
عَصَفتْ على الأحْزَابِ ريحُ النصْر لِي
فَاقْفَرَّ وادي النمْل.. قَيْدَ ثَـوَان
أنَا مَنْ تأبَّطَ أرْضَـــــهُ.. إنْ لمْ أكنْ
منْ ساكِنِــــــيها.. فهْيَ منْ سُكَّــانِي
إنِّي كتبْتُ قصيدةَ الطُّــــوفَانِ ضِمْـ
ــنَ غِلَافِ غَزَّةَ.. فاقْرَؤوا دِيــواني
أنا شاعرُ الأرْض.. المدندن نبضها
ضاقت بحور الأرض عن أوزاني
والتِّيـنِ.. والزيْتــون. إنِّي هـا هُــنا
بـــاقٍ.. من الأقْصـى المُقَدَّسِ.. دان
تَسْرِي.. إلى رُوحِي.. نسائمُ رَوْحِه
قد بـــــــاركتْ وطَنِي يدُ الرحْمان
فأنَا فِلسْطــيــــــــنٌ.. وغزَّةُ مُهْجَتي
وَطَـنِي- تَقَدَّسَ- ليْسَ كالأوْطــــان
الأرضُ لِي، ومَعِي تُحَارِبُ، صَخْرُها
من طِينَـتي.. أشجـــارُها أجْفاني
لِي مــاؤُها، وغِـذاؤُها، وهـــواؤُها
يا للْخَنِـــيقِ.. الجـــائعِ.. الظمْــآن!
يا حـارق “العنْقــــاء”/ غزَّةَ.. إنَّها
– بِرَمَادِها- سيقــــــومُ جِيلٌ.. ثانِ
تتفاعَلُ الأنْقاضُ.. والأشْلاءُ.. مِلْ
ءَ غُبَارها.. فالهَدْمُ.. كالبُنْيَـــــــان
عبثا.. تحاولُ أنْ تَكُـــونَ بمَحْوِها
هذي السجــــينةُ لَعْنَةُ السَّــــــجَّانِ