أخبار

مؤتمر “بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية” يتبنى “موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي

الأصالة:  تبنّى كبار مفتي الأمة الإسلامية وعلمائها ومفكريها من المذاهب والمدارس الإسلامية كافة “موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي”، واعتمدوا الخطة الإستراتيجية والتنفيذية لوثيقة “بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية”، وذلك في ختام النسخة الثانية من المؤتمر الدولي: “بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية” الذي انعقد يومي 6 – 7 مارس 2025م، في مكة المكرمة، برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.

ووصف المؤتمرون “موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي” التي أعدّها مركز الحماية الفكرية بالمملكة العربية السعودية، بالمتميزة في بابها وأهدافها، وأنها تمثل إضافة نوعية للمكتبة الإسلامية طال انتظارها، وطالبوا بالتعريف بها، ونشرها في مختلف الأوساط العلمية والمناسبات الدولية؛ لتكون خارطة طريق للعلاقات بين المذاهب الإسلامية، وفق مفهوم المشترك الإسلامي الجامع.

كما قرر المؤتمرون في البيان الختامي اعتبار “وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية” ببنودها ال 28 الأساس والمنطلق في مسار العمل الإسلامي المشترك “علميا وفكريا”، في أفق تعزيز التآخي والتضامن بين شعوب الأمة المسلمة، وأعلنوا اعتماد “الخطة الإستراتيجية والتنفيذية” لهذه الوثيقة.

وأكد المؤتمرون موقفهم الداعم لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه، ورفض مشاريع التهجير والتدمير، ومطالبة المجتمع الدولي بالاعتراف بحقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، وتشكيل وفود من علماء الوثيقة؛ لحشد الجهود العالمية من الشخصيات الدينية والمجتمعية المؤثرة لنصرة قضيته، واستعادة حقوقه.

وأعلنوا إطلاق جائزة سنوية تُقدم للروّاد من المؤسسات والأفراد الذين يسهمون في تحقيق أهداف “وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية”.

وشدَّد المؤتمرون على اعتزازهم بالهوية الجامعة، وتمسكهم بأصول الإسلام ومحكماته، وإيمانهم بوجوب اعتصام المسلمين بحبل الله المتين وصراطه المستقيم، وأنهم يمثلون أمّة واحدة مهما تناءت بهم الديار، واختلفت مذاهبهم، وتعددت مدارسهم، استجابة لأمر الله تعالى لهم بالتوحد حول أصول دينه.

ودعوا إلى أهمية احترام وجود التنوع الإسلامي، والتعامل في مسائل الخلاف ضمن الأطر الإسلامية المؤسَّسة على أدب الخلاف، وعدم الانجرار إلى مزالق التكفير ومخاطر التناحر والتنابز.

وحذروا من تبعات ما تشهده بعض الوسائط الإعلامية من سِجالات حادة تُوغر الصدور وتثير النزاع والفرقة بذرائع تجلب من المفاسد أعظم مما تتوهَّمه من المصالح، فأجَّجت الضغائن، واستثارت التعصب، واستولدت البغضاء سادرة عن منّة الله على المؤمنين: ﴿وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾.

وثمَّن المشاركون الجهود النوعية لرابطة العالم الإسلامي في إعادة صياغة العلاقات المذهبية في “وثيقة بناء الجسور”، على أُسس متينة من حكمة الشرع وسعته، وحرصها ألا يكون هذا المسلك مبادرة آنية فحسب، بل برامج عملية، وشراكات إستراتيجية تستثمر المشترك الواسع، نحو مستقبل أكثر تكاملا وتلاحما بين أبناء الأمة الإسلامية.

وأكد المؤتمرون من علماء ومفتين ومفكرين من 90 دولة عزمهم على المُضي قدما نحو الطموح الكبير لوثيقة مؤتمرهم التأسيسي، التي وضعت أسس مسار أخوتهم وتضامنهم على أصول الإسلام ومشتركاته الكلية، واتخاذ خطوات أبعد في هذا المسار الوحدوي، بوصفها وثيقة عملية تجاوزت معاد الحوارات ومُكررها التي استوت على سوقها من سنين، مشددين على أنه لم يبق سوى التفعيل والعمل وهو بناء الجسور في مسيرة التضامن الإسلامي: “نحو مؤتلف إسلامي فاعل” وفق عمل منهجي تتبلور فيه الوثيقة في مبادرات ومشروعات تعزز الوعي الإسلامي مرسخة منهج اعتداله، وداحضة خطاب الطائفية وممارساتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى