أخبار

مفوض حقوق الانسان و وزير التهذيب الوطني يشرفان على إطلاق اليوم المدرسي لحقوق الإنسان

الأصالة:  انطلقت اليوم الخميس بمدرسة وجاهة ولد امم بنواكشوط الجنوبية ، فعاليات حفل تخليد اليوم المدرسي لحقوق الانسان ، المنظم من طرف مفوضية حقوق الانسان و العمل الانساني و العلاقات مع المجتمع المدني، بالشراكة مع وزارة التهذيب الوطني و إطلاح النظام التعليمي.

معالي مفوض حقوق الانسان و العمل الانساني و العلاقات مع المجتمع المدني ،السيد الشيخ احمدو ولد سيدي في كلمته الافتتاحية للحفل ، أكد على ان خير ما نبدأ به الحديثَ عن حقوق الانسان، قولُه جل من قائل: “ولقد كرّمنا بني آدم”. إنها مشيئة الله، وتكريمٌ منه، لا تكريمَ يعلوه. أما المفاضلة ففي التقوى وحده: “إن أكرمكم عند الله أتقاكم”، صدق الله العظيم.

و أضاف معالي المفوض أنه عملاً بالتوجيهات السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وتجسيدا لتعهداته في مجال حقوق الإنسان، ها نحن اليوم، نُشرف معكم، على انطلاق فعاليات أوّلِ يوم مدرسيٍّ لحقوق الإنسان، ينظم بالتعاون الوثيق بين وزارة التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي وقطاعِنا، تحت شعار “لنجعل من المدرسة الجمهورية نقطة انطلاق لنبذِ خطاب الكراهية”.

معالي المفوض مخاطبا الاطفال في هذا اليوم المميز :

أيها الأطفال الميامينْ، جيلُ المستقبلِ الواعد، المولود على الفطرة الإسلاميّة، والمبني على أسس حقوقية وقانونية ومدنية صلبة.

إنّ أكبر مِعْوَلٍ لهدم السِّلم هو خطاب الكراهية، وهو الكلام البذيء المسيء لفرد أو مجموعة بناءً على أحكامٍ مسبَّقة مزيفة مرتبطة بالفئة، أو العرق أو اللون أو الجنس. إنه الكلام المتعصّب، البعيد من مبدأ التّسامح واحترام الآخر، مهما اختلفنا معه.

يا بُناةَ الغد،

إنكم تعيشون في عهدٍ أصبحت وسائل التعبير فيه كثيرةً وسريعةً، لذلك أصبح خطابُ الكراهيةِ أخطرَ، لسرعة انتشاره عبر الصُّور، والرُّسوم، والرُّموز، والصّوتيات. ما يجعل المدرسة الجمهورية أهمَّ مرحلةٍ تتسلًّحون فيها لتفادي الصِّدام، ولترسيخ التسامح، ولتعميق ثقافة قَبول الآخر، ولتعزيز مبدأ الحوار البنّاء والمثمر والإيجابي، خدمة للوحدة الوطنية التي نسعى من خلالكم إلى تحقيقها كاملة، غير ناقصة.

يا أجيال الغد المُشْرق،

إن عليكم أن تجعلوا من القانون دِرعَكم الواقي من التجاوزات والحصنَ الحصينَ المحصِّنَ لغيركم من الانتهاكات. والقانونُ، كما يجب أن تفهموا باكرًا، لا يقبل التمييز أبدا، ويقمع، بقوّته وبنصوصه، كلّ أشكالِ خطاب الكراهية، لأنه يُحرّض على العنف، ويقوِّض اللحمة الاجتماعية، ويمهِّد للاحتقانات والتوتُّرات والصراعات. إنه الطريق الأقصر لانتهاك حقوق الانسان، وأنتم تشكّلون أهمّ جدارٍ سيحمي المجتمع من كل صُنوفِ الانتهاكات.

أشبالَنا الميامين،

إنكم المسؤولون غدا عن نشر ثقافة السِّلم والتآخي، فعليكم المُعَوَّلُ في تنظيف لغتنا وخطابنا من كل الشوائب الهدّامة، والحقيقة أنه آن الأوان، كما قال فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في خطاب ودان “أن نطهّر موروثنا الثقافي من رواسب الظلم الشنيع، وأن نتخلص نهائيا من الأحكام المسبّقة والصور النمطية التي تناقض الحقيقة، وتصادم قواعد الشرع والقانون، وتضعف اللحمة الاجتماعية والوحدة الوطنية”.

سنعمل معا، نحن وأنتم أشبالَ الغد، على تلبية نداء رئيس الجمهورية، فالحقوق مصونة بقوة القانون، “ولن يترتب حق أو واجب على أي انتماء إلا الانتماء الوطني”، كما عبر عنه فخامة الرئيس.

أيها الحشد المدرسي الموقر،

إننا أمام قرار كبير يجعل من المدرسة الجمهورية نقطة انطلاق البناء الحقوقي الشامخ الهادف إلى ترسيخ قِيَم حقوق الإنسان في عقول الأطفال، من خلال تلقينهم مبادئ المساواةِ والإنصافِ وحقِّ الاختلافِ والمؤاخاة، ومن خلال اطِّلاعهم على القوانين ذات الصلة، وتثقيفهم ثقافةً حقوقيةً تنطلق معهم في بدايات حياتهم، ليكبروا وهم مسلّحون بمعاني ومضامين وروح المواطنة، مع ما يلزم من حفظِ وفَهمِ القوانين الوطنيّة والدوليّة، والاطّلاع على أهداف الآليات والهيئات الوطنية المكلفة بحقوق الإنسان.

و في ختام كلمته أكد معالي المفوض مخاطبا الجمهور الطلابي:

إخوتَنا الأكارم، أطفالَنا المباركين، معكم وبكم، ننطلق على بركة الله، رافعين شعار: “لنجعل من المدرسة الجمهورية نقطة انطلاق رفض خطاب الكراهية”.

و زير التهذيب الوطني و إصلاح النظام التعليمي السيد المختار ولد داهي في كلمة له بالمناسبة أشار الى أن اختيار المدرسة الابتدائية لتخليد هذه الاحتفالية هو اختيار موفق لأن المدرسة الجمهورية هي الخلية الأم للمواطنة والمساواة و من أراد المواطنة الخالصة وحقوق الإنسان الصافية و المساواة الراسخة فليبدأ بالمدرسة.

و أضاف معالي وزير التهذيب أن بلادنا تقدمت خلال الأعوام الأخيرة في مجال مؤشرات حقوق الإنسان بكل أبعادها و ذلك وفق قناعة ثابتة لدى فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني بأن ديننا الإسلامي الحنيف وموروثنا الحضاري المتنوع، والمشترك القيمي بين أسلافنا على اختلاف ألسنتنا وأعراقنا ضرب في غالبه على امتداد قرون مديدة مثلا للتعايش واحترام الآخر وسمو كرامة الإنسان .. لذلكم تم إنشاء العديد من الهيئات المؤسسية تتحالف وتتضافر كلها من أجل تجسيد كرامة الإنسان مواطنا أو مقيما بهذا الجزء من البسيطة والشواهد الإيجابية في هذا المجال متضافرة: الوطني منه والإقليمي و ذو الطابع الدولي..

و نوه معالي وزير التهذيب انه من بين برامج القطاع المستحدثة التي تتقاطع مع مقاصد حقوق الإنسان “برنامج جسور” وهو برنامج يسعى إلى توفير دروس تقوية لفائدة السنوات الختامية -الإشهادية- خصوصا بالولايات الأقل نسب نجاح وذلك بهدف ترفيع نسب النجاح.

و في ختام كلمته إلتززم معالي وزير التهذيب بتحيين المناهج والكتب المدرسية بكل ما يُمجد المشترك والمثل والحقوق الآدمية، وحسنة انتظام هذا الدرس على عموم التراب الوطني مرتين كل عام دراسي…

و ضمن فعاليات الحفل تم توقيع إتفاقية شراكة بين وزارة التهذيب الوطني و إصلاح النظام التعليمي ، و مفوضية حقوق الانسان و العمل الانساني و العلاقات مع المجتمع المدني ، بموجبه يعمل الطرفان على توحيد الجهود و تعزيز التنسيق ، من اجل ضمان تنفيذ انشطة مشتركة وفقا لبنود الاتفاق.

كذلك من ضمن فعاليات الحفل تم تقديم درس نموذجي حضره أصحاب المعالي الوزراء و السلطات الادارية و المنتخبين.

و حضر فعاليات الحفل والي نواكشوط الجنوبية , و حاكم مقاطعة الرياض و عمدة الرياض ، والسطات الامنية و ممثلو روابط التلاميذ و و رئيس المنتدى الجهوي للمجتمع المدني و رؤساء منظمات المجتمع .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى