أخبار

وزير الخارجية ولد مرزوك : الرئاسة الموريتانية للاتحاد الإفريقي حققت نجاحات بارزة ولاقت إشادة وتثمينا واسعا

الأصالة:  قال معالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والموريتانيين في الخارج، السيد محمد سالم ولد مرزوك، إن فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني حقق خلال رئاسته للاتحاد الإفريقي نجاحات بارزة في العديد من الملفات الاستراتيجية، وكانت محل تثمين وإشادة من الاتحاد الإفريقي ومن العالم.

وأضاف أنه تثمينا لهذه الجهود تم تعيين فخامة رئيس الجمهورية في نهاية مأموريته من طرف الاتحاد الافريقي بطلا لإفريقيا للعلوم والابتكار، وهو تكريم مستحق، وتمت الإشادة والتنويه به من طرف الجميع.

وأكد معالي الوزير، في مقابلة خاصة مع الوكالة الموريتانية للأنباء، أن الاتحاد الإفريقي قرر أيضا أن تكون هناك مبادرة إفريقية بدعم من الممولين لتصنيع الأدوية واللقاحات محليا، على أن تسمى هذه المبادرة باسم صاحب الفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.

وأوضح أن رئاسة موريتانيا للاتحاد الإفريقي كانت تتطلب قدرا عاليا من المسؤولية خاصة في ظل الظرفية الدولية الصعبة والمعقدة على مختلف المستويات، لافتا إلى أنه عندما انعقد الإجماع على تولي فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي من طرف قادة إقليم شمال إفريقيا كانت هناك أزمة أوكرانيا وحرب الإبادة التي يشنها العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى هيمنة القوة المتحكمة في النظام الدولي، الذي هو بطبيعة الحال مبني على شراكات كالتعاون الثنائي بين البلدان والتعاون متعدد الأطراف.

وبين أن فخامة رئيس الجمهورية خلال توليه رئاسة الاتحاد في هذه الظرفية الدولية المعقدة، كان من الضروري لإنجاح عمله، توفر قدر هام من المسؤولية، ورؤية استراتيجية متبصرة، والتحلي بقدر كبير من الحكمة لإدارة الأزمات، مبرزا أنه من الضروري كذلك لأي بلد ينوي تولي رئاسة الاتحاد الإفريقي أن تكون لديه فترة زمنية لا تقل عن سنة لترتيب الأولويات والتحضير الجيد لهذه المهمة، مشيرا إلى أن الفترة الزمنية التي أتيحت لموريتانيا للتحضير لرئاسة الاتحاد الإفريقي لم تزد عن أسبوع واحد.

وأكد أن فخامة رئيس الجمهورية حرص على أن تكون هذه الرئاسة منصة لتعزيز التضامن الإفريقي وتكريس الاندماج الإفريقي ووسيلة لحل المشاكل المطروحة، حيث أعد خارطة طريق لمعالجة مختلف الأمور انطلاقا من الأولويات التي حددتها القمة 2024، والأولويات المحددة من طرف وكالات وإدارات الاتحاد الإفريقي، وكذا الأهداف المحددة في أجندة 2063 (خارطة الطريق الاستراتيجية).

وأشار معالي وزير الشؤون الخارجية، إلى أن من بين الملفات المطروحة على جدول أعمال الاتحاد الإفريقي، مسألة الإصلاح الهيكلي للاتحاد، وخاصة حل مشكلة تجديد مفوضية الاتحاد الإفريقي، مذكرا بأن هذا الملف معقد، فمنذ 2017 وهو لا يستند إلى قواعد تمكن رئيس المفوضية ومساعديه من الانتخاب، وقد حل فخامة رئيس الجمهورية هذا الإشكال من خلال اتخاذ قرار بعد طلب من أغلب الدول الإفريقية بتنظيم قواعد تمكن من انتخاب رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي ونائبه والمفوضين، وهو ما تم خلال تنظيم دورة استثنائية للمجلس التنفيذي قامت بإجراء نقاشات موسعة خلصت إلى سن قواعد بناء على مبادئ التناوب بين أقاليم القارة الأفريقية الخمسة، وبذلك تم حل هذا الإشكال الذي ظل عالقا طيلة ثمان سنوات.

وأوضح أنه في إطار خارطة الطريق تم كذلك بحث بعض المواضيع الهامة كموضوع الأمن والسلم، وتعزيز الاندماج الاقتصادي، ومعالجة الآثار الناجمة عن تغير المناخ، والبحث عن طريق الشركاء في تمويل البرامج التنموية وكذلك الأولويات المحددة ضمن أجندة الاتحاد الإفريقي 2063، إضافة إلى الدفاع عن مصالح القارة على المستوى الدولي.

وبخصوص تقييم الكفاءات على مستوى الاتحاد، قال معالي وزير الشؤون الخارجية إنه تم اتخاذ قرار هام بتقليص تكاليف الإدارة المركزية للاتحاد الإفريقي واختيار الكفاءات المهمة بعد اجتماع استثنائي للمجلس التنفيذي في شهر نوفمبر الماضي شهد عدة مشاورات، وقد تمت الإشادة بهذا القرار خلال الاجتماع الأخير للمجلس التنفيذي من طرف كل الدول، وتم اقتراح هذا القرار على أساس توجيهات من فخامة رئيس الجمهورية للمصادقة عليه من طرف الإتحاد.

وفي إطار ملف الأمن والسلم وما ينبغي لرئيس الاتحاد الإفريقي القيام به من الأدوار طبقا للنصوص والآليات المطروحة ضمن النص المنشئ للاتحاد الافريقي والتي من بينها التدخل في تسوية الأزمات على مستوى القارة، أبرز أن هناك عدة ملفات هامة قام فخامة رئيس الجمهورية بالتدخل فيها بالتشاور مع الجهات المعنية، وقد أجمع أصحاب الشأن في هذه البلدان على حكمة فخامة رئيس الجمهورية في طرحه لتلك القضايا ومطالبته بتسوية تلك المشاكل بالطرق السلمية، بل إنه تمت المطالبة بمتابعة رئيس الجمهورية لتلك الملفات بعد انتهاء رئاسته للاتحاد الإفريقي.

وفي الإطار المالي والرؤية الاستراتيجية للاتحاد الافريقي (أجندة 2063)، قال معالي الوزير إن فخامة رئيس الجمهورية حدد بعض الأولويات الواضحة حتى يتم التوصل لنتائج ملموسة، مشيرا إلى أنه خلال قمة فبراير 2024 التي ترأسها فخامة رئيس الجمهورية تم اتخاذ قرار بإطلاق العشرية الثانية لأجندة 2063، والتي تُركز أساسا على النمو الاقتصادي والتربية وتمكين الشباب، وهو ما تطلب البحث عن تمويل لهذه العشرية وموارد تمكن الدول الإفريقية من مواكبتها، مبرزا أن فخامة رئيس الجمهورية لعب دورا هاما في الحصول على التمويلات اللازمة من خلال الاتصال بمختلف الشركاء الماليين خاصة رئيس البنك الدولي والذي أشاد بتدخل فخامة رئيس الجمهورية، الذي تم بموجبه الحصول على تمويل لمشاريع مهمة للقارة بقيمة 100 مليار دولار.

وأكد معالي الوزير أن رئيس الجمهورية كانت لديه قناعة مهمة بضرورة الولوج إلى الطاقة على مستوى أفريقيا، مضيفا أنه بالتنسيق مع بعض نظرائه الأفارقة تم تبني مبادرة مهمة سيتم من خلالها تمكين 300 مليون أفريقي من الولوج إلى الطاقة في السنوات القادمة.

وفي إطار الأمن الغذائي، أشار إلى أنه كانت هناك مشاكل مطروحة على مستوى القارة من بينها مشكلة التربة والأسمدة، لافتا إلى أن الاتحاد الإفريقي كان قد نظم قمة في مالابو سنة 2014 حول الأنظمة الزراعية، وكانت الأولوية قائمة لتجديد الطلب على هذا الموضوع، حيث تم عقد قمة أفريقية في مالابو في شهر مايو 2024 بخصوص الموضوع، وبعدها في يناير الماضي تم إعداد خطة مفصلة حول صحة التربة ودعم الأنظمة الزراعية وتم تسليم هذه الخطة للرئاسة الجديدة خلال القمة الأخيرة.

وأضاف معالي الوزير أنه في الإطار المالي تمت معالجة مديونية القارة من خلال إقناع الممولين بتجديد المنهجية المتبعة لمعالجة المديونية التي تشكل عبئا كبيرا على القارة الأفريقية، مذكرا أنه فيما يخص الحالة الصحية على مستوى القارة قام فخامة رئيس الجمهورية بإجراء اتصالات مع منظمة الصحة العالمية لإيجاد موارد لمعالجة بعض الاوبئة التي شهدتها القارة كمرض فيروس جدري القردة وهو ما تمت الإشادة به من طرف بعض البلدان الإفريقية المتضررة من هذا الوباء.

وذكر معالي الوزير في مقابلته أن من ضمن النجاحات التي حققتها رئاسة فخامة رئيس الجمهورية للاتحاد الإفريقي، توسيع مجلس صندوق النقد الدولي ليشمل مقعدا إفريقيا، كما أصبح الاتحاد الإفريقي عضوا في مجموعة العشرين بعد أن كان مراقبا فقط، وهو ما سيساهم في حل بعض الاشكاليات الهامة المتعلقة بهذه المجموعة الاقتصادية الهامة.

ونبه إلى أن مشاركة الاتحاد الإفريقي في هذه المجموعة يعتبر تشريفا لها في هذا المنتدى المهم الذي يتناول مواضيع هامة مثل مكافحة آثار التغيرات المناخية، إضافة إلى التحالف الدولي ضد الفقر، وغير ذلك من المواضيع التي وردت في خطاب فخامة رئيس الجمهورية في هذه القمة لأول مرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى