الأصالة: ما يزالُ قرار تأجيل الانتخابات الرئاسية في السنغال، اليوم السبت، يثير الكثير من ردود الفعل في البلد الذي اشتهر بتقاليده الديمقراطية الأعرق في غرب أفريقيا.
وكان رد الفعل الأبرز استقالة الوزير الأمين العام للحكومة عبد اللطيف كوليبالي، التي قدمها إلى الرئيس ماكي صال.
وقال كوليبالي في بيان عبر الفيسبوك، إنه أبلغ ماكي صال بأنه قرر الاستقالة بعد “الأحداث الجارية في الجمعية الوطنية (البرلمان)، وأيضًا بعد أن أخذ علمًا بالخطاب الموجه إلى الشعب السنغالي”.
الوزير الذي كان صحفيًا معروفًا في السنغال، قال: “بعد دراسة متأنية”، مشيرًا إلى أن الاستقالة ستمكنه “استعادة حريتي الكاملة لأتمكن من الدفاع عن آرائي وقناعاتي السياسية
من جهتها رفضت المرشحة للانتخابات الرئاسية أنتا بوبكر انغوم، قرار تأجيل الانتخابات، وقالت: ” أنا متفاجئة من القرار، إنه قرار معيب أيًا تكن الأسباب”.
وأضافت المرشحة: “أجدد موقفي الرافض لهذا القرار”، مشيرة إلى أن تأجيل الانتخابات “أسبابه مختلقة ومفتعلة”.
أما ديتيي فال، وهو مرشح للانتخابات عن الحزب الجمهوري من أجل التقدم، فقد طلب من الرئيس ماكي صال “تنظيم انتخابات حرة ونزيهة، من أجل كتابة اسم السنغال في سجل الدول الديموقراطية”.
وأضاف أن السلطات “تحاول تجاوز الدستور”، واصفًا قرار تأجيل الانتخابات بأنه “ضربة قوية للديموقراطية والحرية”.
ورغم الزخم الإعلامي الذي أحدثه من يرفضون تأجيل الانتخابات، إلا أن أصواتًا أخرى كانت تدعم القرار، من أبرزها ائتلاف “متحدون من أجل الغد”، وهو ائتلاف سياسي تقوده عضو البرلمان آدجي امبنغي كانوتي.
الائتلاف أصدر بيانًا يدعم قرار تأجيل الانتخابات، مشيرًا إلى أن “مبررات القرار تبرهن على أن السنغال دولة حوار”.
وأكد الائتلاف أن المادة 42 من الدستور السنغالي تمنح لرئيس الجمهورية صلاحيات اتخاذ القرار وذلك “بصفته حامي الدستور والوحدة الترابية، واللحمة الوطنية وسيرورة المؤسسات الدستورية
وكان البرلمان السنغالي قد صادق صباح اليوم السبت، على مقترح تقدم به حزب معارض، يتضمن تأجيل الانتخابات الرئاسية لستة أشهر، وبعد ساعات ألقى الرئيس ماكي صال خطابًا ألغى فيه المرسوم السابق الذي يستدعي هيئة الناخبين.
وبعد إلغاء المرسوم يتم تأجيل الانتخابات، في انتظار صدور مرسوم جديد يحدد موعد الانتخابات الجديد، وهو ما ينتظر أن يجري نقاشه في البرلمان.
وجدد الرئيس السنغالي التزامه بعدم الترشح لولاية رئاسية ثالثة، مؤكدًا تسمكه بالإشراف على تنظيم انتخابات رئاسية حرة ونزيهة وشفافة لا يكون منافسًا فيها، كما أعلن نيته تنظيم حوار وطني يشارك فيه الجميع.