الأعلى للفتوى والمظالم : صوم يوم عرفة مرتبط برؤية أهل البلد للهلال
الأصالة: إنّ يوم عرفة اسمٌ شرعيٌّ لليوم التاسع من ذي الحجّة، وحسابُ الشهر بحسب الرؤية، وقد تختلف من بلدٍ إلى بلد، ولكلّ أهل بلد رؤيتهم، فكما يمكن أن يختلف الناس في ابتداء رمضان أو في يوم الفطر منه بسبب اختلاف الرؤية، فكذلك يُمكن أن يختلفوا في اليوم الذي يجب فيه الوقوف بعرفة،
باختلاف الرؤية، والصومُ مندوب إليه شرعا بحسب الرؤية، ولا ارتباط له بوقوف الحجيج بجبل عرفات؛ فلو كان صوم عرفة مرتبِطا بالوقوف بالمكان لكان على من رأى هلالَ ذي الحِجّة قبل أهل مكّة أن يصوم اليوم التاسع عندَهم وهو يومُ عيدٍ عندَه، وهذا لا يقول به أحدٌ، والحُجّاج – كذلك – لا يُشرَع في حقّهم أن يقفوا بعرفة في غير اليوم التاسع بناءً على حساب رؤية أهل مكّة.
إن الصوم عبادة مرتبطة بالزمان، والزمان مرتبِطٌ بالمطالع ورؤية الهلال، يقول النبي صلى الله عليه وسلّم: “إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا”، وقال تعالى: {فمن شهِد منكم الشهرَ فليصُمه} ومفهوم الآية أنّ من لم يشهده لم يلزمه الصوم.
وخلاصة ما تقدّم أن المطلوبَ في صوم يوم عرفة أن يصوم المسلم اليوم التاسعَ بناء على رؤية هلال ذي الحجّة في بلده، ولو خالف ذلك رؤية أهل مكّة.
والعلم عند الله تعالى